قال ابن القيم:<العبد منذ أن استقرت قدمه على الارض فهو مسافر فيها الى ربه أول رحلته المهد وآخرها اللحد>والعمر مسافة السفر, سنواته مراحله وشهوره, فراسخه وأيامه أمياله وأنفاسه, خطواته وطاعته بضاعته وعمله, رأس ماله اما الى ربح واما الى خسران, فكل يوم وليلة مرحلة من المراحل لا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي سفره , فالكيس الفطن هو الذي يجعل كل مرحلة نصب عينيه يهتم بقطعها سالما غانما ولا يزال هذا دأبه حتى يطوي مراحل عمره كلها فأذا ماانقشع ظلام الدنيا وطلع صبح الآخرة فما أحسن ماأستقبله يومه الأول في حياته الآخرة.