برنامج الحفظ التربوي للقرآن الكريم

تعريف الحفظ التربوي للقرآن الكريم:

هو الحفظ المتقن لألفاظ القرآن الكريم وحفظ معانية بقوة

تيسر استدعاءه عند كل أمر من أمور الحياة بحيث يبقى

حاضراً حياً في القلب على مدار الساعة مما يضمن تطبيقه

والعمل به.

أركان الحفظ التربوي للقرآن الكريم:

أولا:حفظ ألفاظ القرآن الكريم وهو الركن الأول من أركان

الحفظ التربوي والطريق إليه هو الحفظ الأسبوعي و هو

على النحو التالي:

· أن يكون الحفظ وفق ترتيب السور والآيات وليس الأجزاء

1-البداية من قصار السور ثم أوسطها ثم طوالها حيث يتم

الترقي والصعود بالتدريج.

2-في كل يوم يُحفظ قدر معين من القرآن يحدد لاحقاً.

3-ماتحفظينه الآن يكرر بعد ربع ساعة ثم بعد نصف ساعة

ثم ساعة ثم بعد ساعتين ثم مع كل أذان ومع السنن الرواتب

لذلك اليوم.

4- يتم الحفظ آيةآية فإن كانت طويلة يمكن تقسيمها.

5- يتم تكرار الآية جهراً حتى يتم حفظها.

6- ثم حفظ الآية التي تليها إلى نهاية السورة إن كانت

قصيرة أوإلى نهاية المقطع.

7- ثم الرجوع مرة أخرى بالطريقة نفسها آيةآية وتكرار

هذه العملية حتى يتم حفظ السورة أو المقطع.

8- ليس هناك عدد معين للتكرار إنما المقياس الوصول إلى

الإتقان.

9- بداية اليوم التالي وقبل الحفظ الجديد تسمع كل ما

حفظتيه من بداية السورة إلى حيث وقفت.

10-عند إتمام حفظ السورة يتم تسميعها جملة واحدة دون

أخطاء في جلسة واحدة وفي أكثر من يوم.

ثانياً: حفظ المعاني:

لوتأملنا في منهج التكوين والبناء الذي رسمه الله تعالى

لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأتباعه حينما اختارهم لحمل

رسالته ودعوته لوجدنا أنه سهل واضح خال من كل تعقيد

وغموض يفهمه كل واحد وفي الوقت نفسه قوي مؤثر

يتغلغل إلىأعماق النفوس فيربيها ويشكلها بالشكل الذي

تريد.
إن هذا المنهج يتضمن قواعد تربوية ونفسية لو اجتمع

مفكروا العالم من شتى حضاراته وأفنوا أعمارهم في

البحث والتنقيب لما وصلوا إلى مثلها ذلك أنها من عند

العليم الحكيم.

هذا المنهج جاء تقريره وتأصيله في ثاني سورة نزلت من

الوحي المبارك في سورة المزمل ويتمثل هذا المنهج في

النقاط التالية:-
1. (قم)
2. (الليل)
3. (إلاقليلا)
4. (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا)
5. (ورتل القرآن ترتيلا)
6. (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)

لماذا قم؟ ولماذا الليل بالذات؟ ولماذا كثيرا؟ وماذا يصنع إذا قام؟

وما الهدف من هذا كله؟ هذه هي الخطوط العريضة لهذا المنهج

ثم يأتي تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم ليزيده وضوحا.

لقد فرض الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

ومن معه القيام بالقرآن سنة كاملة، نعم سنة كاملة من التدريب

المكثف، والنتيجة صناعة الإنسان، لإنتاج نماذج إنسانيةفذة

فريدة لا يماثلها أي نموذج في العالم.

لقد كان القيام بالقرآن بالمواصفات السالف ذكرها الأداة التربوية

التي ركز عليها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الجنود الذين

يحملون الحق ويبلغونه للناس كافه.

إن مفاتيح تدبر القرآن هي الطريق لتحقيق الركن الثاني من

أركان الحفظ التربوي.

طريقةتطبيق حفظ المعاني:

· فهم و فقه مفاتح تدبر القرآن متطلب أساسي للسير في هذا

النظام..

· تحديد مقدار معين من القرآن سبق حفظه بنظام الحفظ

الأسبوعي.

· تقسيم هذا المقدار على أيام الأسبوع لكل يوم قدر معين.

· يمكن في البداية التدريب على القيام بالقرآن نهاراً

(صلاة الضحى)حتى يسهل ثم نقله إلى الليل.

· إن اعتدتِ على قيام الليل يتم قراءة هذا المقدار في الليل

بتطبيق مفاتيح تدبر القرآن.

· إذا لم يمكن أداء هذا العمل في موعده ليلاً فيقضى في

صلاة الضحى .

· لمن لم تتعود على قيام الليل يفضل لها التدرج في قيامه كأن

تبدأ بالقيام نصف ساعة يومياً ثم بعد ستة أشهر تزيد إلى

ساعة ثم بعدسنة تزيد إلى ساعة ونصف.

· كلما زادت قناعتك بأهمية هذا العمل وقوى إيمانك بضرورته

لحياتك كلما سهل عليك زيادة الزمن المخصص له.

ثالثاً:حفظ العمل:

حفظ العمل هو الركن الثالث من أركان الحفظ التربوي وحقيقته

ربط العلم بالعمل أي بالواقع، بحيث يتم تطبيق ما تضمنه القرآن

الكريم من توجيهات في جميع أمور الحياة.

قال الله تعالى(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة

واحدة كذلك لنثبت به فؤادك).

في هذه الآية سؤال عن هدف التمهل في إنزال القرآن وتفريقه

على سنوات حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها طيلة ثلاثة

وعشرين سنة وكان سبحانه وتعالى قادر أن ينزل القرآن الكريم

جملة،ينزله كله في ليلة واحدة،فيأتي الجواب الذي يعتبر منهاج

لكل مسلم في هذه الحياة إنه لنثبت به فؤادك)،وتثبيت الفؤاد

يعني قوة القلب وصحة النفس التي هي شرط لتحقيق النجاح في

جميع مجالات الحياة،ومثل هذا البناء التربوي لايتناسب معه

العجلة بل يحتاج إلى التدرج والتمهل،لأن بناء النفوس يختلف

عن بناء أي شيء في هذه الحياة و يحتاج إلى قاعدة ورتلناه

ترتيلا)،فثبات اللفظ ورسوخ المعنى الذي يسهل ربط العلم

بالعمل وتكوين المهارات التربوية يحتاج إلى ترتيل اى تمهل

وطول نفس وصبر وأناة أما الاستعجال فلا يبني المرء.

فمن اجل ذلك كان نزول القرآن منهجاً على الأيام والسنين تربية

للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حالاًً بعد حال وسنة بعد

سنة، وهو منهج لتربية النفس في كل العصور.

فهذا سر عظيم من أسرار التربية بالقرآن الكريم فمن أرادأن

يحصل على طمأنينة القلب وسكينة النفس وثبات الفؤاد فعليه

بحفظ القرآن رويداً ومهلاً وتؤدة وسكينة وليحذر من العجلة.

إن حفظ القرآن يكون بالتدرج مع اجتهاد شديد في التطبيق لما

يتم حفظه حتى يرسخ علماً وعملاً،لذلك فإن من يحفظ القرآن

متبعاً هذا المنهج الرباني يحصل له ما وعد الله تعالى نبيه محمد

صلى الله عليه وسلم من تثبيت الفؤاد وما يترتب عليه من نجاح

في كافة مجالات الحياة.

المرجع:كتاب الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان

بـــــــــــــــــــــــــــــ الله فيك ـتـــــــــــــارك

» برنامج القرآن الكريم ثلاثى الأبعاد Quran 3D
» برنامج فلاشي تعليمي للأطفال - تعليم القرآن الكريم.
» أدعية من القرآن الكريم
» مصحف القرءان الكريم
» اجذبى طفلك للقرآن بأسهل الطُرق