منتديات OmarDz
الاكتئاب 90m4fk7i1
منتديات OmarDz
الاكتئاب 90m4fk7i1
منتديات OmarDz
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
قوانين المنتدى يجب التسجيل بأسماء عربية محترمة , يمنع وضع صور شخصية و تواقيع غير اسلامية , أي مخالفة تحذف العضوية مباشرة .

 

 الاكتئاب

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابوبلال عبد الجليل

الاكتئاب Stars16
ابوبلال عبد الجليل


الاكتئاب 220494892
ذكر
البلد : جزائري وافتخر
عدد المساهمات : 38
نقاط التميز : 109
التقييم : 0
العمر : 28
المدينة : تمنراست
المزاج : فكاهي
الموقع : تمنراست
( رسالة sms ) منتديات الخضرة أون لاين ترحب بكم

الاكتئاب Empty
مُساهمةموضوع: الاكتئاب   الاكتئاب I_icon_minitimeالجمعة مايو 28, 2010 10:01 am

/الاإكتئاب
مدخل:
عرف مرض الإكتئاب منذ فجر التاريخ وذكرت اعراضه في كتب المصريين والإغريق القدامى يرجع اول وصف للميلانخوليا إلى هرمير في إلياذته الشهيرة وذلك بخمس قرون قبل الميلاد.
في علم الامراض الاغريقية كان يعتقد أن الاكتئاب هو نوع من الهذيان،المصاب يعتقد انه مأخوذ بقوة سحرية تبحث عن تدميره.
يعتبر أبوقراط أول من وضع مدلول كلمة "الميلانخوليا" نظريته تقول ان جسم الانسان يتكون من مكونات تشبه مكونات الوسط الخارجي من ماد سائلة وغازية والسوائل هي التي تمثل الأمزجة،وقد ظل استخدام مصطلح أبو قراط ساري المفعول حتى اليوم رغم التخلي التدريجي له،خاصة في السنين الاخيرة والاستعمال العام للإكتئاب يرجعإلى منتصف القرن 19 وظهور مقال حول الاستجابة الإكتئابية لم يكن إلا في سنة 1934 بالولايات المتحدة الأمريكية والتصنيف الأمريكي للأمراض العقلية تحت عنوان"البسيكو-عصبية".
1-1-تعريف الإكتئاب:
الإكتئاب في الطب العقلي يشير إلى ثلاث معاني حسب "لهمان"LAHMANNهو عبارة عن عرض مجموعة اعراض –بنية مرضية أي ((H.(EY)-نشير أن الإكتئاب هو كلمة السيكاتريه الأكثر انتشارا في الاوساط العامة فهو يدل على مراحل او فترات الحزن و الخيبة وهي أحاسيس موجودة لدى كل واحد منا.
الإكتئاب حالة مرصية تتميز خاصة في المقوية العضلية و النفسية،و المكتئب عاجز عن مواجهة المشاكل اليومية، يفقد كل مبادرة نتيجة الحصر وغياب الإهتمام والإثارة،يعيش بإحساس أنه فقد كل شيءوهذا ما يولد غالبا محاولات إنتحار.
Sillamy(N),1997,dictionnaire encyclopédie psychanalyse-bords-parés1-2-تصنيف أنواع الإكتئاب:
وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين نوعين من الإكتئاب:
أ)اكتئاب نفسي المنشأ:
يسمى ايصا إكتئاب خارجي .تتسبب فيه عوامل ومؤثرات بيئية ضاغطة ،ونميز فيه ثلاثة انواع رئيسية:
1-اكتئاب ارتكاسي:وتسببه توترات خارجية مؤلمة كوفاة قريب أو زوج،ازمة مالية ،رسوب في الفحص،طلاق،فشل حب...الخ،يبدي المريص إستجابة إكتئابية أطول زمنيا من شخص آخرسوي أصابه مثل هذا المرض.
2-إكتئاب الإعياء:غالبا مايأتي من تعرض الفرد إلى توترات متراكمة طويلة وإنهاك نفسي تستنفذ جميع طاقته البدنية والنفسية.
3-إكتئاب عكسي:وينتج نتيجة صراعات داخلية نفسية مزمنة غير منحلة لا شعورية مستمرة في إزعاجاتها:تفجر هذه الصراعات أزمة مباشرة تغير حياة المريض لا يقوى على التصدي لها فتنهار وسائل دفاعه النفسية فيصاب بالإكتئاب ويتميز هذا الإكتئاب بصورة مرضية قلقة متهيجة.
ب)اكتئاب داخلي المنشأ:
يعد هذا النوع من الإكتئابالشكل المركزي النموذجي للذهان العاطفي وتلعب العوامل الوراثية دورا هاما في ظهوره كما ان هناك تسميات مختلفة له مثل:الميلانخوليا- ذهان إكتئابي - ،هومي- اكتئاب حيوي – دورية المزاج وينقسم هذا النوع لقسمين:
1*وحيد القطب:تكون الهجمة الإكتئابية الطورية صرفة مدتها تقريبا مابين (4-6اشهر)وتطول هذه المدة مع تقدم العمرعادة،بعدها تأتي مرحلة شفاء مدتها من سنة إلى سنتين تقريباومن ثم يتعرض المريض إلى هجمة إكتئابية أخرى ويضل على هذه الحال طوال حياته،عموما يصل عدد النوبات من (2إلى8)طوال حياته نجد في هذا الإكتئاب جميع الأعراض التي ذكرناها.
2*ثنائي القطب:تنتاب المريض هجمة إكتئابية ومن ثم يليها مباشرة نوبة هوسية تخالف الأولى كليا ومن ثم تأتي هجمة إكتئابية وبعدها هوسية وهكذا دواليك بمدة زمنية تماثل تقريبا النموذج وحيد القطب يكون مزاج المريض في الطور الهوسي متفائلا ومعنوياته مرتفعة ودوافعه في تزايد مفرط في النشاط النفسي والحركي.
شديد الثقة بنفسه كما يبدو لدرجة العجوز،سريع الأفكار،طليق اللسان ومع ذلك يكون مستوى تفكيره سطحيا يتكلم عن طموحاته وآمال عريضة مستقبلية إلا أنه في واقع الأمر لا ينفذ أيا منها إذ تكون في الغالب أقرب إلى التمني منها إلى الواقع العملي ويتصرف تصرفات هزلية تدعو للسخرية و لاصحك فلا تتلائم و الوقت الراهن الذي يوجد فيه وتقود هذياناته بقدراته الكبيرة إلى تبديد الأموال التي بحوزته بلا فائدة والإقدام على ممارسات أخلاقية كالإقدام على ممارسات لا أخلاقية كالإحتيال والغش فسرعان ما ينكشف أمره للناس .
ويدخل في تصنيف الإكتئاب داخلي المنشأ،الميلانخولي الإنتكاسي ،أو ما يسمى بالإكتئاب الأولي وهو يظهر عند بعض النسوة بعد سن الخمسين وبعض الرجال عند سن الستين،أسبابه هرمونية(سن اليأس) تتميز النوبات الإكتئابية بغلبة الأوهام والهلاوس.
1-3-الإكتئاب حسب وجهة نظر التحليل النفسي:
ساهم محللون نفسيون بالعديد من النظريات حول الإكتئاب ومن أبرز المساهمات نظرية سيجموند فرويد.
نظرية فرويد:
عندما كتب فرويد سنة (1915-1917) عن اكتئاب أراد من خلاله أن يبين ميكانيزم الإكتئاب "الميلانخوليا"وذلك بمقارنته بالتأثير العادي للحداد حيث وجد ان هناك تشابه بينهما إذ في كل من الحداد والميلانخوليا الظروف المحدثة ناتجة عن حوادث ومعوقات الحياة ،فالحداد هو مثلا هو تلك الحالة التي تترتب عن فقدانها لشخص عزيز علينا او التقاليد التي ترافق هذا الحدث و العمل النفسي الذي تحرضه هذه الوصعية ،ففي الحداد فقدان الموضوع يكون حقيقيا أي يكون الفقدان شعورياوالحداد لا يعتبر حالة مرصية تستدعي تدخل الطبيب بل هو رد فعل طبيعي حتى يستطيع الشخص الإستمرار في الحياة ويوجه الإستثمارات نحو اهتمامات أخرى لكن يحدث عند بعص الأشخاص أن التعرض لنفس الحوادث وهم الذين تكون لديهم قابلية مرض الميلانوخيا بدل الحداد .فمن خلال ملاحظة فرويد لحالات كثيرة من المرض،بدأ نتيجة لفقدان شخص عزيز لكن هذا الفقدان يكون معنويا أوعاطفيا بمعنى أن الموضوع لم يفقد، لكن فقد كموضوع حب أو أن المريض لم يعد يشعر انه محبوب أو أنه لم يعد يستطيع أن يحب أي أن الفقدان في هذه الحالة يكون لا شعوري فالمريص عادة لا يكتئب لمجرد فقدانه لموصوع حبه بل يكتئب بصفة خاصة لأنه لم يعد بوسعه أن يحفظ الموضوع من فقدانه كأنه فاعله.
فغالبا بعد أي فقدان موضوع الحب ينقص الميلونخولي إلى المراحل البدائية الأولى للتطور الليبيدي حيث في هذه المرحلة ثم فيها تثبت قوى لموضوع(الأم غالبا)كان يشكل لديه موضوع حب خارجي تمت إقامة علاقة حب معه لكن انقطعت العلاقة نتيجة سبب حقيقي كالفراق او الصوت او خيبة كبيرة تعرض لها.
فأصبحت هذه العلاقة الموضوعية مهزوزة ومصطربة فيظهر الصراع بعد ذلك والذي بدوره يؤدي إلى فقدان الحب أما إستثمار الموضوع فيبقى الليبيد والمحرر،هكذا بدون موضوع.فهو يسحب من الموضوع الخارجي ليتراكم في الانء الذي انطلق منه لأن استثمار الموصوع إنما تم على أساس نرجسي أي تم استدخال هذا الموضوع المحبوب من طرف الميلوخوليا .فرويد يبين أن هذا الإستدخال أولوية لإختيار الموضوع عن طريق الإدماج الذي لا يتم إلا بواسطة الاستدخال وهو ما يوافق المرحلة الفضية.
وهكذا فإن هذا الإستدخال هو الذي يسمح بالنكوص إلى غاية النرجسية فيتجمع إستثمار الموصوع في الأنا فإن الإهتمامات الذاتية للميلونخولي هي في الحقيقة موجهة نحو موضوع الحب الذي تحول إلى الأنا نفسه.
لأن الإستدخال النرجسي مع الموضوع المفقود يصبح تعويض إستثمار الحب وبالتالي فإن علاقة الحب لا يمكن التخلي عنها فهناك تثبت بها والنتيجة لذلك هو رفض نبذ موضوع الحب رغم الآلآم التي يعاني منها الميلونخولي فهو يحرص على ضمه لصدره والإلتفاف به .
إذا الميلونخوليا تشترك في جزء من خصائصها مع الحداد و الجزء الآخر مستمد من النكوص وهي تواصل مشوارها بعد مدة من الزمن دون أن تخلف وراءها إصابة خطيرة وهي سمة تتقاسمها مع الحداد فالذي يقوم بالحداد عليه أن يتقبل واقع الصوت سواء تم ذلك عاجلا ام آجلا.اما الميلونخولي فهو يبدأ سواء عندما تنخفض نزواته التجاذبية وتنقص او عندما يزول كل قيمة الموضوع المفقود ،أي الإستسلام.
أما بالنسبة للسلوكات الهوسية فإن فرويد يصفها أنها دفاع ثانوي ضد الإكتئاب أو الحداد،ففي الهوس،المريض لا يستطيع عمل حداد حقيقي فيكون الهروب باتجاه البحث عن مواضيع جيدة فهو ينكر الفقدان الذي تعرض له فلا يجد امامه من حيلة سوى اللجوء إلى الهوام إذا فالهوس هو أيضا محاولة الأنا أن يتجاوز فقدان الموضوع أويتحرر منه مادام يعذبه وهو لايزول تماما كالحالة الميلونخولية نتيجة عدم القدرة على الحفاظ الهوامي للموضوع المحبوب.0

2/القلق
لقد تعددت الدراسات التي تناولت القلق ،حاول العلماء والباحثون من خلالها إعطاء تصور واضح وشامل عن القلق واغلبية هذه الأبحاث بينت أن القلق يكون بدرجات متفاوتة من حيث الشدة كما بينت ان هناك قلق عادي وقلق مرضي إذ ليس كل حالت القلق التي تصادفنا في حياتنا هي علامة للمرض أودليل على وجود إضطراب نفسي،واعتبر القلق في كثير من النظريات منشأ المرض النفسي.
2-1-تعريف القلق:
هناك عدة تعاريف ناقشت موضوع القلق وحاولت إعطاء التصور شامل له. القلق عبارة عن شعور عميق بعدم الإستقرار والأمان بسبب توقع خطر ما ، قد يكون امامه وهذه الحالة النفسية الغير مريحة تكون مصحوبة بتغيرات إنفعالية تشبه الإنفعالات العنيفة ومن أهم اعراضها العرق،الإرتجاف ،رؤية سيئة ،جفاف الفم، اضطرابات دقات القلب ، الغثيان وكثرة التبول وليس هناك انسجام بين الحركات ،وقد يكون سبب القلق خارجي كمشاكل عائلية أو البطالة وقد يكون سببها صراع داخلي مثل كبت وضبط العدوانية كما يكون القلق ناتج عن عدم الإشباع الجنسي أوفقدان الحب أو طلاق،حزن ...مما يولد شعور بالحرمان العاطفي وفي بعض الحالات المريضة قد يكون القلق ناتجا عن تلك الأسباب تفتر منها لكن سببه هو تخيل الفرد على أنه في حالةى صراع لاشعوري.
أما العالم "سوليفان" يعتبر أن القلق هو التوتر الناتج عن أخطاء وهمية تهدد إحساس المرء بالأمن ويبدو أنه كلما إزدادت قدرة هذه التوترات كلما إنخفضت قدرة الفرد على إنتاج حاجاته وادت إلى اضطرابات في علاقاته الشخصيةالمتبادلة وأدت كذلك إلى الخلط في التفكير.
وجهة نظر فرويد:
يعرف فرويد القلق بأنه رد فعل لحالة خطر ويتكون الشعور بهذا الخطر نتيجة تنبيهات الغريزة الجنسي .وهذا التعريف توصل إليه فرويد من خلال الدراسات التي قام بها حول الحياة النفسية حيث يبين أن القلق يكون بسبب توقع خطر في المستقبل وفي الغالب ما ترجع مخاوف المريض إلى أسباب خفية غير تلك المثيرات الظاهرية وفي الغالب ما ترجع حالات القلق إلى إنفعالات مكبوتة أو إلى كبت وحرمان بعض دوافع الفرد الأساسية.
فالقلق نوع من الخوف الغامض والشعور بالخطر،فالمريض يتوقع الخطر في كل شيء ويفسر كل شيء تفسيرا متشائما وهو قلق دائم على ماضيه ومستقبله وحاضره ويخاف من دوافعه الذاتية.وقد قسم فرويد الجهاز النفسي إلى ثلاث هيئات:الأنا الأعلى والأنا والهو،حيث يقوم الأنا بوظيفة توفيقية بين متطلبات الهو وبين زواجر الأنا الأعلى أي بين متطلبات العالم الخارجي والرغبات المكبوتة من جهة أخرى.
تعريف ميلاني كلاين:
رأى ميلاني كلاين.
((ey)(h)-MANUEL DE PSCHATRY.ED.HASSO.NOUVELLE EDITION.1978.P456)
2-2 أنواع القلق:
القلق في الاصل جزء من الشعور الطبيعي للانسان السليم, وهو ما يحس به الانسان من آن لآخر ,فالمرء يقلقون والاطفال يقلقون من اداء الإختبارات أو عند دخول خبرات جديدة كقيادة السيارات أو التعامل مع الجنس اللآخر, وهو ما يعتبر الشعور به جيدا, لانه يساعد على ضبط تحركه في الانشطة اليومية أو إتقان أداء دراسته أو المهارات العملية الأخرى ,ويستمر الشعور به من آن إلى آخر لدى متوسطي العمر والكبار في السن من الجنسينو ويفيد في احيان كثيرة, لكن المشاكل المرتبطة بالقلق في حالاته المرضية هي نتيجة الشعور به بدرجة تتميز بتأثيراتها السلبية على الإنسان, بعكس فوائد المقدار الطبيعي منه.
ويعتبر إصطراب القلق العام أحد أنواع الالقلق الاربعة الرئيسية,وهي بالاضافة له تضم الخوف المرضي أو الخوبيا وإضطرابات الوسواس العقمري وإضطرابات الذكر .
ويتميز القلق العام بالزيادة والافراط في القلق حول الاحداث اليومية العادية التي تمر في الحياة الانسان أو أنشطة حياته اليومية ,حينما تستمر المعانات منهذا الشعور أكثر من ستة اشهر .
وبالرغم من أن من الطبيعي أن يزداد قلق الانسان كلما تقدم به العمر نظرا لتأثير صحته أو نتيجة لاختلال الاوضاع المالية لديه وعدم توفر مقومات القدرة لديه على تحسينها كما في السابق, إلا أن القلق العام شأن آخر لانه يغدو قلقا ثابتا ومتكررا وملازما لنفسية الانسان.
3-2 اعراض القلق:
تتنوع اعراض إصطراب القلق العام, ويختلف ظهورها بين المصابين وتشمل:
- الشعور بالتوتر وعدم الاستقرار
- الشعور بفصه في الحلق
- عدم القدرة على التركيز
- الشعور بالاعتياء
- سهولة التأثر
- عدم الصبر
- الشد العضلي
- إضطرابات في النوم
- نوبات منكثرة العرق
- آلآم في المعدة أو الاسهال أو ضيق في االتنفس أو الصداع
وإستمرار الشعور بالقلق لمدة طويلة وبالكيفية العميقة, ومن أشياء متكررة في الحياة اليومية ,لهآثار سلبية عادة قد تصل بالانسان الى الاعاقة النفسية واعاقة نشاط الحياة اليومية الطبيعية من اسري واجتماعي وحتى مالي, وعلى سبيل المثال فإن إصطرابات النوم أو البعد عن الانشطة الاسرية والاجتماعية شائعة بين من لديهم القلق العام.
ولان هناك فروق بين ما يصيب المتقدمين في السن وما يصيب متوسطي العمر من القلق العام فإن هناك حاجة إلى مزيد من الابحاث حول افصل سبل علاجه ,وهو ما يقوم به الباحثون من جامعة "بتسبيرغ" ضمن مجموعة من الدراسات التي تدعمها المؤسسة القومية للصحة العقلية في الولايات المتحدةالامريكية.
وتخلف نسبة الاصابة بإضطرابات القلق في المجتمعات المختلفة لاسباب عدة فهي قد ترتفع إلى حد يقارب 100/100 في حالات الحروب أو المجاعة أو الكوارث الطبيعية وقد تنخفض إلى حد 10/100 في المجتمعات المستقرة بصفة عامة, ولا يقتصر القلق النفسي على المجتمعات الغربية فقط, بل يشمل نجتمعاتنا العربية وقد يكون بصورة اكبر مما لديهم.


3/التوافق
مدخل:يعتبر مفهوم التوافق من المفاهيم الأساسية في الصحة النفسية ، حيث أن جميع سلوكيات الإنسان الناجحة والفاشلة إن هي إلا محاولات للتوافق من أجل خفض مايعانيه الإنسان من توتلر وخوف وصراعات وقهر
3-1-مفهوم الإتجاه النفسي:
لم يوجد تعريف واحد مقنع يعترف به جميع المشتغلين في الميدان ، إلا أن التعريف الذي ذاع أكثر من غيره والذي لا يزال يحوز القبول لدى غالبية المختصين وهو تعريف جوردون البورت "الإتجاه حالة من الإستعداد أو التأهب العصبي و النفسي،تنظم من خلال خبرة الشخص ،وتكون ذات تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات و الماقف التي ستثير هذه الإستجابة " ولتقريب المعنى المقصود إلى الذهن يمكن القول أن الإتجاه هو الحالة الوجدانية القائمة وراء رأي الشخص أو إعتقاده فيما يتعلق بموضوع معين ، من حيث رفضه لهذا الموضوع أو قبوله ودرجة هذا الرفض والقبول.
ويعرف بوجاردس الاتجاه قائلا:- بأنه(ميل الفرد الذي ينحو سلوكه اتجاه بعض عناصر البيئة أو بعيدا عنها متأثرا في ذالك بالمعايير الموجبة أو السالبة تبعا لقربة من هذه أو بعدة عنها ) .وهو يشير بذالك إلى مستويين من التأهب هما:
1. أن يكون لحظيا .
2. أوقد يكون ذا بأمد بعيد .
وسنحاول معرفة كل من هذين المستويين على حدا بشيء من الإيجاز
1- التأهب المؤقت أو اللحظي :وينتج بطبيعة الحال من التفاعل اللحظي بين الفرد وعناصر البيئة التي يعيش فيها ،ويمثل ذالك ،اتجاه الجائع نحو الطعام في لحظة إحساسه بالجوع وينتهي هذا التهيؤ المؤقت بمجرد إحساس الجائع بالشبع.
2- تهيئ بالمدى الطويل :ويتميز هذا الاتجاه بالثبات والاستقرار ويمثل ذالك اتجاه الفرد نحو صديق له، فهو ثابت نسبيا ،لايتأثر غالبا،كالمضايقات العابرة،ولذالك فمن أهم الخصائص هذا النوع من الإنتجاهات أنه تأهب أو تهيئ ،له صفة الثبات أو الاستقرار النسبي الذي يتبع بطبيعة الحال تطور الفرد في صراعه مع البيئة الاجتماعية والمادية, وعليه فالاتجاهات هي حصيلة تأثر الفرد بالمثيرات العديدة التي تصدر عن اتصاله بالبيئة وأنماط الثقافة, والتراث الحضاري للأجيال السابقة, كما أنها مكتسبة وليست فطرية
3- التوافق النفسي والاجتماعي:
شغل موضوع التوافق النفسي والاجتماعي حيزا كبيرا في الدراسات والبحوث وأهميته في الحياة الناس, فالتوافق ليس مرادفا للصحة النفسية فحسب بل يجعه الأكثر بأنه الصحة النفسية بعينها (المغربي,1992.ص6)
فهو الهدف الرئيسي لجميع فروع علم النفس بصورة عامة ومن أهم أهداف العملية الإرشادية والعلاج النفسي ويرتب في أوائل أهداف الإرشاد النفسي. (زهران, 1988.ص26)
يتصف المتوافق نفسيا واجتماعيا بشخصية متكاملة قادرة على التنسيق بين حاجاته وسلوكه الهادف وتفاعله مع بيئته, الذي يتحمل عناء الحاضر من أجل المستقبل متصفا بتناسق سلوكه وعدم تناقضه ومنسجما مع معايير مجتمعه دون التخلي عن استقلاليته, مع تمتعه بنمو سليم غير متطرف في انفعالاته ومساهم في مجتمعه. (المغربي,1988.ص9)
ويرى خرم أن الإنسان اجتماعي بطبعه وأن مشاكله في أغلبها ناتجة عن انفصاله عن مجتمعه, وهناك عدد من المحكات يحدد من خلالها درجة السواء من غير السواء منها:
المحك الإحصائي الذي يعتمد في تحديده لدرجة التوافق على التوزيع الطبيعي (المنحنى ألاعتدالي) الذي يفترض أن أي خاصية بشرية تتوزع على شكل منحنى تتجمع الأغلبية في الوسط والأقلية في الأطراف, وبالتالي فإن التوافق سيكون موضعه قريب من المتوسط المنحني أي مع اغلب الناس بينما سوء التوافق يقترب من أطراف المنحني أي مع الأقليات . (عيسوي,1980.ص260)
المحك الثقافي الذي يعتمد في تحديد لادرجة التوافق من خلال إقتراب الفرد مما هو سائد في مجتمعه. (جلال,1985.ص282-281)
المحك المرضي يعتمد في تحديد التوافق من خلال أعراض عيادية. (نفس المرجع السابق,ص284)
لا يخلو شخص من حياته من سوء التوافق ولكن إختلاف مستوى التوافق يدفع البعض, ولهذا يلجئون إلى المعالجين النفسانيين (أطباء وأخصائيو علم النفس ومرشدين), إلى المرشد النفسي الذي يتعامل مع حالات سوء التوافق التي لم ترقى إلى درجة الاضطراب المرضي سواء الوقاية من الاضطرابات أو للرعاية النفسية.
3-2-التوافق المهني إنعكاس التوافق النفسي:
معظم من أدرى قيمة الصحة وأهميتها في حياته وخبر المرض وعرفه, إنها معيار يرى من خلاله الأشياء وكذلك هو الحال بالنسبة للتوافق, أيا كان نوعه أو شكله أو حجمه, ويرى د.أحمد فائق أن التوافق هو حالة وقتية تتزن فيها قوى المجال بما فيه للشخص ذاته, فكل مجال إنساني يتضمن العديد من القوى المتنافرة المتنازعة, ويتضمن الإنسان الذي سينجو بسلوكه إنتحاء خاصا حسب نظام هذه القوى حيث ينعكس عليه تأثير هذا الإنتحاء, فعندما يوجد إنسان في مجال جديد كالدراسة الجامعية فإن القوى تتنازع في هذا المجال لا تستقر بسرعة ولا توجد أصلا على إستقرار.
وهكذا الحال في العمل والمهن المختلفة وتمتد هذه إلى إقامة العلاقات وأنواع الصداقات التي يقيمها تبعا لذلك الطالب أو العامل أو الموظف أو المهندس أو الطبيب في مهنهم, ينتقون الأصدقاء ويرون في نزاعاتهم وميولهم إلى أين تتجه حتى تقوم الصداقات والعلاقات أو تنفرط فتكون أحد أسباب سوء التوافق في المهنة.
فالتوافق المهني إذن هو العملية الدينامية المستمرة التي يقوم بها الفرد لتحقيق التلاؤم بينه وبين البيئة المادية والاجتماعية والمحافظة على هذا التلاؤم, ويرى د.عباس عوض أن قدرة الفرد على التكيف لظروف ومطالب العمل, إنها تعني أن يتكيف مع الآلة ولروتين العمل ولزملائه ولمزاج رئيسه وللظروف الفيزيقية التي تحيط به, وأن يدرك أن رغبته الصادقة في العمل وقدرته على أدائه أداء سويا ليست في ذاتها ضمانا لقبوله مع زملائه أو ترقيته أو تقدمه في العمل.
إننا خلال مسيرة حياتنا الطويلة نجابة متطلبات الواقع بعدة أساليب, وكل تلك الأساليب تدعو إلى إعادة توازننا الذاتي الداخلي لينعكس على الخارج, هذا الخارج الذي ظل دائما إنعكاسا لما يدور داخل أنفسنا, والتوافق في المهنة والعمل الوظيفي وهو مظهر من عدة مظاهر, وأول مظاهرة الرضا عن العمل, هذا الرضا يحوي عدة مؤثرات تحدث التوازن النفسي الذي يبعثه العمل ومنه:
- أن يكون العمل شيقا يبعث على السرور.
- أن تكون أدوات العمل موجودة ومشجعه.
- الحضور للعمل يؤدي إلى تراكم الخبرة
- يؤدي الموظف أو العامل عمله بكل ارتياح
- الراتب (الأجر) يساوي الجهد المبذول.
- التعاون والتوافق مع الزملاء في العمل.
- الشعور بتنمية القدرات أثنا العمل.
- الشعور بالأمن النفسي داخل العمل وبدون تهديد.
- بإمكان الفرد أن يرى نتائج عمله مع التعزيز والتدعيم.
- يعمل مع حجم القدرة المتاحة وبالمسؤوليات الممكنة.
- يفكر بالأعمال الجيدة ولديه الفرصة في ذلك.
- لديه الحرية في تقرير الطريقة التي يمارس فيها عمله.
- الصداقات في العمل تبعث على التشجيع.
- الظروف الفيزيقية في العمل مريحة.
- ينسى العامل الموظف مشكلاته أو ارتباطاته خارج العمل أثناء دخوله إلى موقع لعمل.
- لا توجد متطلبات متناقصة ومتصارعة أو تيارات متضاربة في العمل على شكل تكتلات.
- يكاد العمل أن يكون إحدى طرق العلاج النفسي أو التريحي.
_ تلك العوامل التي تبعث على الرضا عن العمل وقبوله ومن ثم التوافق المهني, فالتوافق المهني يسير جنبا إلى جنب مع التوافق النفسي, رغم أن للسن تأثير وللتعليم تأثير وللتدريب تأثير وللخبرة تأثير, وكلها تؤثر على التوافق العام والرضا العام, لذلك فإن التوافق لمهني والرضا ع العمل يرتبط بالرضا الكلي عن الحياة.
فالكثير من الناس القانعين تماما والراضين عن مسيرة حياتهم وما أهابهم من ويلات ربما آمنوا بأنه قدرهم في الحياة, فتراهم كانوا يشغلون مناصبهم إدارية منخفضة نسبيا وأن الأجور التي يتعاطونها ربما تتأرجح في أحيان كثيرة بين لكفاية أو النقص, ولكنهم أناس سعداء ويمتلكون القدرة على التقويم أو النقد النفسي أو الرضا, فنادرا ما يتذمرون من سخط الحياة وقسوتها وما واجهوه, فهم يتأملون في القادم بأنه أفضل مما مضى, ويتقبلون مصيرهم ويركزون دائما على النواحي الإيجابية منها, هؤلاء الأفراد الهادئون ذو الميول الساكنة لم يكونوا نافرين من الآخرين ولا الباحثين عن اللذة الزائدة عند اللزوم, بل من أكثر الراضين عن الحياة ومتوافقين مع أنفسهم رغم أن الملل ينتابهم في أحيان كثيرة في العمل بسبب بعض المشاكل الأسرية أو متطلبات الحياة العديدة التي تؤثر على التوافق المهني خاصة, فالملل متغير مؤثر دائما بسبب الأعمال الروتينية المتكررة يوميا.
أما سوء التوافق المهني فهي عوامل شخصية ترجع غلى العامل أو الموظف نفسه, وربما تعود أسبابها إلى نقص في كفاءته أو عدم استعداده إلى هذا العمل أو قلة تأهيله المهني أو تدريبه أو لعدم تناسب قدراته مع نوع عمله, أو هناك خلل نفسي أو اعتلال في صحته النفسية, وتبدوا المظاهر العديدة في التكيف السيئ منها:
- اضطراب علاقاته مع زملاء العمل
- قلة إنتاجه
- كثرة حوادث العمل
- كثرة خلافاته مع زملاء المهنة, حتى يبدأ التذمر واضحا في سلوكه
وكل ذلك يؤدي إلى:
- اللامبالاة
- التكاسل في العمل
- الشكوى والتمارض
- عدم الالتزام بالتعليمات التي تصدر عن العمل
كيف ينشأ سوء التوافق:
ينشأ سوء التوافق عندما يكون هناك عقبات في وجه الفرد لا يوافق عليها المنطق, أو المجتمع, أو العادات, أو القيم أي عندما تتعارض حاجات الفرد ورغباته مع الواقع ومع حاجات ورغبات الآخرين, مما يؤدي إلى حدوث صراع نفسي, وإحباطات وأمراض نفسية مثل (الاكتئاب, الكذب, الانحرافات السلوكية وغير ذلك). تنعكس كلها بشكل سلبي على حياة الإنسان, وأسرته, وعمله ودراسته ومستقبله.
3-3-أنواع التوافق وآثاره:
يعتبر علماء النفس والطب النفسي إن التوافق النفسي والأسري هو مؤشر على العلاقة المرضية بين الفرد وأسرته ومحيطه, والتوافق سواء أكان نفسيا أم أسريا, أم صحيا أم اجتماعيا يتضمن ما يلي:
- الإحساس بالسعادة والرضا عن الذات.
- الإحساس بالأمن والطمأنينة (مقابل الإحساس بالقهر والخوف والظلم والقلق).
- الإحساس بالسعادة مع الآخرين.
- الإحساس بضرورة القيام بالواجبات, والالتزام بالأخلاقيات, وباحترام الآخرين, والتعاون.
- الإحساس بتقبل النقد والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر دون خوف أو حرج أو قلق.
كتعليق في آخر الفصول:
من المعروف أن الإنسان في حياته اليومية يتعرض لمواقف عديدة, وهاته المواقف ما يعرضه لمجموعة من الضغوط حيث يكون هنا ملزما بالتكيف والتوافق معها.
خصوصا إدراك الفرد أن هذه المواقف تشكل خطرا له فيحاول مقاومتها لأنها قد تسبب له اضطرابات انفعالية وتكون لديه آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية.
ومن خلال ما قمنا بتقديمه في هذا الفصل رأينا كيف أن الباحثين وجدوا أن العديد من الأحداث الضاغطة لها أثر سلبي على الصحة النفسية والأمراض النفسية والجسمية, فتظهر أمراض القلب ومشاكل معدية وما إلى ذلك.
وعلى لفرد أن لا يسلم بالآثار السلبية للضغوط بل عليه المواجهة إن تمكن من ذلك أو إدارتها في حياته الفردية والمهنية وهذا ما تطرقنا إليه في العنصر الأخير في الفصل الثالث من الجانب النظري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
OmarDz
صــاحب المـوقع
صــاحب المـوقع
OmarDz


الاكتئاب Domain-4860d99e76
ذكر
البلد : جزائري وافتخر
عدد المساهمات : 2367
نقاط التميز : 3064
التقييم : 24
العمر : 32
المدينة : متليلي الشعانبة
المزاج : عادي + مرح
الموقع : OmarDz.Moontada.net
( رسالة sms ) ربنا اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب

صح فطوركم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

الاكتئاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاكتئاب   الاكتئاب I_icon_minitimeالجمعة مايو 28, 2010 10:03 am

الاكتئاب 527388 الاكتئاب 447425
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.omardz.yoo7.com
ابوبلال عبد الجليل

الاكتئاب Stars16
ابوبلال عبد الجليل


الاكتئاب 220494892
ذكر
البلد : جزائري وافتخر
عدد المساهمات : 38
نقاط التميز : 109
التقييم : 0
العمر : 28
المدينة : تمنراست
المزاج : فكاهي
الموقع : تمنراست
( رسالة sms ) منتديات الخضرة أون لاين ترحب بكم

الاكتئاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاكتئاب   الاكتئاب I_icon_minitimeالجمعة مايو 28, 2010 10:03 am

ابوبلال عبد الجليل كتب:
/الاإكتئاب
مدخل:
عرف مرض الإكتئاب منذ فجر التاريخ وذكرت اعراضه في كتب المصريين والإغريق القدامى يرجع اول وصف للميلانخوليا إلى هرمير في إلياذته الشهيرة وذلك بخمس قرون قبل الميلاد.
في علم الامراض الاغريقية كان يعتقد أن الاكتئاب هو نوع من الهذيان،المصاب يعتقد انه مأخوذ بقوة سحرية تبحث عن تدميره.
يعتبر أبوقراط أول من وضع مدلول كلمة "الميلانخوليا" نظريته تقول ان جسم الانسان يتكون من مكونات تشبه مكونات الوسط الخارجي من ماد سائلة وغازية والسوائل هي التي تمثل الأمزجة،وقد ظل استخدام مصطلح أبو قراط ساري المفعول حتى اليوم رغم التخلي التدريجي له،خاصة في السنين الاخيرة والاستعمال العام للإكتئاب يرجعإلى منتصف القرن 19 وظهور مقال حول الاستجابة الإكتئابية لم يكن إلا في سنة 1934 بالولايات المتحدة الأمريكية والتصنيف الأمريكي للأمراض العقلية تحت عنوان"البسيكو-عصبية".
1-1-تعريف الإكتئاب:
الإكتئاب في الطب العقلي يشير إلى ثلاث معاني حسب "لهمان"LAHMANNهو عبارة عن عرض مجموعة اعراض –بنية مرضية أي ((H.(EY)-نشير أن الإكتئاب هو كلمة السيكاتريه الأكثر انتشارا في الاوساط العامة فهو يدل على مراحل او فترات الحزن و الخيبة وهي أحاسيس موجودة لدى كل واحد منا.
الإكتئاب حالة مرصية تتميز خاصة في المقوية العضلية و النفسية،و المكتئب عاجز عن مواجهة المشاكل اليومية، يفقد كل مبادرة نتيجة الحصر وغياب الإهتمام والإثارة،يعيش بإحساس أنه فقد كل شيءوهذا ما يولد غالبا محاولات إنتحار.
Sillamy(N),1997,dictionnaire encyclopédie psychanalyse-bords-parés1-2-تصنيف أنواع الإكتئاب:
وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين نوعين من الإكتئاب:
أ)اكتئاب نفسي المنشأ:
يسمى ايصا إكتئاب خارجي .تتسبب فيه عوامل ومؤثرات بيئية ضاغطة ،ونميز فيه ثلاثة انواع رئيسية:
1-اكتئاب ارتكاسي:وتسببه توترات خارجية مؤلمة كوفاة قريب أو زوج،ازمة مالية ،رسوب في الفحص،طلاق،فشل حب...الخ،يبدي المريص إستجابة إكتئابية أطول زمنيا من شخص آخرسوي أصابه مثل هذا المرض.
2-إكتئاب الإعياء:غالبا مايأتي من تعرض الفرد إلى توترات متراكمة طويلة وإنهاك نفسي تستنفذ جميع طاقته البدنية والنفسية.
3-إكتئاب عكسي:وينتج نتيجة صراعات داخلية نفسية مزمنة غير منحلة لا شعورية مستمرة في إزعاجاتها:تفجر هذه الصراعات أزمة مباشرة تغير حياة المريض لا يقوى على التصدي لها فتنهار وسائل دفاعه النفسية فيصاب بالإكتئاب ويتميز هذا الإكتئاب بصورة مرضية قلقة متهيجة.
ب)اكتئاب داخلي المنشأ:
يعد هذا النوع من الإكتئابالشكل المركزي النموذجي للذهان العاطفي وتلعب العوامل الوراثية دورا هاما في ظهوره كما ان هناك تسميات مختلفة له مثل:الميلانخوليا- ذهان إكتئابي - ،هومي- اكتئاب حيوي – دورية المزاج وينقسم هذا النوع لقسمين:
1*وحيد القطب:تكون الهجمة الإكتئابية الطورية صرفة مدتها تقريبا مابين (4-6اشهر)وتطول هذه المدة مع تقدم العمرعادة،بعدها تأتي مرحلة شفاء مدتها من سنة إلى سنتين تقريباومن ثم يتعرض المريض إلى هجمة إكتئابية أخرى ويضل على هذه الحال طوال حياته،عموما يصل عدد النوبات من (2إلى8)طوال حياته نجد في هذا الإكتئاب جميع الأعراض التي ذكرناها.
2*ثنائي القطب:تنتاب المريض هجمة إكتئابية ومن ثم يليها مباشرة نوبة هوسية تخالف الأولى كليا ومن ثم تأتي هجمة إكتئابية وبعدها هوسية وهكذا دواليك بمدة زمنية تماثل تقريبا النموذج وحيد القطب يكون مزاج المريض في الطور الهوسي متفائلا ومعنوياته مرتفعة ودوافعه في تزايد مفرط في النشاط النفسي والحركي.
شديد الثقة بنفسه كما يبدو لدرجة العجوز،سريع الأفكار،طليق اللسان ومع ذلك يكون مستوى تفكيره سطحيا يتكلم عن طموحاته وآمال عريضة مستقبلية إلا أنه في واقع الأمر لا ينفذ أيا منها إذ تكون في الغالب أقرب إلى التمني منها إلى الواقع العملي ويتصرف تصرفات هزلية تدعو للسخرية و لاصحك فلا تتلائم و الوقت الراهن الذي يوجد فيه وتقود هذياناته بقدراته الكبيرة إلى تبديد الأموال التي بحوزته بلا فائدة والإقدام على ممارسات أخلاقية كالإقدام على ممارسات لا أخلاقية كالإحتيال والغش فسرعان ما ينكشف أمره للناس .
ويدخل في تصنيف الإكتئاب داخلي المنشأ،الميلانخولي الإنتكاسي ،أو ما يسمى بالإكتئاب الأولي وهو يظهر عند بعض النسوة بعد سن الخمسين وبعض الرجال عند سن الستين،أسبابه هرمونية(سن اليأس) تتميز النوبات الإكتئابية بغلبة الأوهام والهلاوس.
1-3-الإكتئاب حسب وجهة نظر التحليل النفسي:
ساهم محللون نفسيون بالعديد من النظريات حول الإكتئاب ومن أبرز المساهمات نظرية سيجموند فرويد.
نظرية فرويد:
عندما كتب فرويد سنة (1915-1917) عن اكتئاب أراد من خلاله أن يبين ميكانيزم الإكتئاب "الميلانخوليا"وذلك بمقارنته بالتأثير العادي للحداد حيث وجد ان هناك تشابه بينهما إذ في كل من الحداد والميلانخوليا الظروف المحدثة ناتجة عن حوادث ومعوقات الحياة ،فالحداد هو مثلا هو تلك الحالة التي تترتب عن فقدانها لشخص عزيز علينا او التقاليد التي ترافق هذا الحدث و العمل النفسي الذي تحرضه هذه الوصعية ،ففي الحداد فقدان الموضوع يكون حقيقيا أي يكون الفقدان شعورياوالحداد لا يعتبر حالة مرصية تستدعي تدخل الطبيب بل هو رد فعل طبيعي حتى يستطيع الشخص الإستمرار في الحياة ويوجه الإستثمارات نحو اهتمامات أخرى لكن يحدث عند بعص الأشخاص أن التعرض لنفس الحوادث وهم الذين تكون لديهم قابلية مرض الميلانوخيا بدل الحداد .فمن خلال ملاحظة فرويد لحالات كثيرة من المرض،بدأ نتيجة لفقدان شخص عزيز لكن هذا الفقدان يكون معنويا أوعاطفيا بمعنى أن الموضوع لم يفقد، لكن فقد كموضوع حب أو أن المريض لم يعد يشعر انه محبوب أو أنه لم يعد يستطيع أن يحب أي أن الفقدان في هذه الحالة يكون لا شعوري فالمريص عادة لا يكتئب لمجرد فقدانه لموصوع حبه بل يكتئب بصفة خاصة لأنه لم يعد بوسعه أن يحفظ الموضوع من فقدانه كأنه فاعله.
فغالبا بعد أي فقدان موضوع الحب ينقص الميلونخولي إلى المراحل البدائية الأولى للتطور الليبيدي حيث في هذه المرحلة ثم فيها تثبت قوى لموضوع(الأم غالبا)كان يشكل لديه موضوع حب خارجي تمت إقامة علاقة حب معه لكن انقطعت العلاقة نتيجة سبب حقيقي كالفراق او الصوت او خيبة كبيرة تعرض لها.
فأصبحت هذه العلاقة الموضوعية مهزوزة ومصطربة فيظهر الصراع بعد ذلك والذي بدوره يؤدي إلى فقدان الحب أما إستثمار الموضوع فيبقى الليبيد والمحرر،هكذا بدون موضوع.فهو يسحب من الموضوع الخارجي ليتراكم في الانء الذي انطلق منه لأن استثمار الموصوع إنما تم على أساس نرجسي أي تم استدخال هذا الموضوع المحبوب من طرف الميلوخوليا .فرويد يبين أن هذا الإستدخال أولوية لإختيار الموضوع عن طريق الإدماج الذي لا يتم إلا بواسطة الاستدخال وهو ما يوافق المرحلة الفضية.
وهكذا فإن هذا الإستدخال هو الذي يسمح بالنكوص إلى غاية النرجسية فيتجمع إستثمار الموصوع في الأنا فإن الإهتمامات الذاتية للميلونخولي هي في الحقيقة موجهة نحو موضوع الحب الذي تحول إلى الأنا نفسه.
لأن الإستدخال النرجسي مع الموضوع المفقود يصبح تعويض إستثمار الحب وبالتالي فإن علاقة الحب لا يمكن التخلي عنها فهناك تثبت بها والنتيجة لذلك هو رفض نبذ موضوع الحب رغم الآلآم التي يعاني منها الميلونخولي فهو يحرص على ضمه لصدره والإلتفاف به .
إذا الميلونخوليا تشترك في جزء من خصائصها مع الحداد و الجزء الآخر مستمد من النكوص وهي تواصل مشوارها بعد مدة من الزمن دون أن تخلف وراءها إصابة خطيرة وهي سمة تتقاسمها مع الحداد فالذي يقوم بالحداد عليه أن يتقبل واقع الصوت سواء تم ذلك عاجلا ام آجلا.اما الميلونخولي فهو يبدأ سواء عندما تنخفض نزواته التجاذبية وتنقص او عندما يزول كل قيمة الموضوع المفقود ،أي الإستسلام.
أما بالنسبة للسلوكات الهوسية فإن فرويد يصفها أنها دفاع ثانوي ضد الإكتئاب أو الحداد،ففي الهوس،المريض لا يستطيع عمل حداد حقيقي فيكون الهروب باتجاه البحث عن مواضيع جيدة فهو ينكر الفقدان الذي تعرض له فلا يجد امامه من حيلة سوى اللجوء إلى الهوام إذا فالهوس هو أيضا محاولة الأنا أن يتجاوز فقدان الموضوع أويتحرر منه مادام يعذبه وهو لايزول تماما كالحالة الميلونخولية نتيجة عدم القدرة على الحفاظ الهوامي للموضوع المحبوب.0

2/القلق
لقد تعددت الدراسات التي تناولت القلق ،حاول العلماء والباحثون من خلالها إعطاء تصور واضح وشامل عن القلق واغلبية هذه الأبحاث بينت أن القلق يكون بدرجات متفاوتة من حيث الشدة كما بينت ان هناك قلق عادي وقلق مرضي إذ ليس كل حالت القلق التي تصادفنا في حياتنا هي علامة للمرض أودليل على وجود إضطراب نفسي،واعتبر القلق في كثير من النظريات منشأ المرض النفسي.
2-1-تعريف القلق:
هناك عدة تعاريف ناقشت موضوع القلق وحاولت إعطاء التصور شامل له. القلق عبارة عن شعور عميق بعدم الإستقرار والأمان بسبب توقع خطر ما ، قد يكون امامه وهذه الحالة النفسية الغير مريحة تكون مصحوبة بتغيرات إنفعالية تشبه الإنفعالات العنيفة ومن أهم اعراضها العرق،الإرتجاف ،رؤية سيئة ،جفاف الفم، اضطرابات دقات القلب ، الغثيان وكثرة التبول وليس هناك انسجام بين الحركات ،وقد يكون سبب القلق خارجي كمشاكل عائلية أو البطالة وقد يكون سببها صراع داخلي مثل كبت وضبط العدوانية كما يكون القلق ناتج عن عدم الإشباع الجنسي أوفقدان الحب أو طلاق،حزن ...مما يولد شعور بالحرمان العاطفي وفي بعض الحالات المريضة قد يكون القلق ناتجا عن تلك الأسباب تفتر منها لكن سببه هو تخيل الفرد على أنه في حالةى صراع لاشعوري.
أما العالم "سوليفان" يعتبر أن القلق هو التوتر الناتج عن أخطاء وهمية تهدد إحساس المرء بالأمن ويبدو أنه كلما إزدادت قدرة هذه التوترات كلما إنخفضت قدرة الفرد على إنتاج حاجاته وادت إلى اضطرابات في علاقاته الشخصيةالمتبادلة وأدت كذلك إلى الخلط في التفكير.
وجهة نظر فرويد:
يعرف فرويد القلق بأنه رد فعل لحالة خطر ويتكون الشعور بهذا الخطر نتيجة تنبيهات الغريزة الجنسي .وهذا التعريف توصل إليه فرويد من خلال الدراسات التي قام بها حول الحياة النفسية حيث يبين أن القلق يكون بسبب توقع خطر في المستقبل وفي الغالب ما ترجع مخاوف المريض إلى أسباب خفية غير تلك المثيرات الظاهرية وفي الغالب ما ترجع حالات القلق إلى إنفعالات مكبوتة أو إلى كبت وحرمان بعض دوافع الفرد الأساسية.
فالقلق نوع من الخوف الغامض والشعور بالخطر،فالمريض يتوقع الخطر في كل شيء ويفسر كل شيء تفسيرا متشائما وهو قلق دائم على ماضيه ومستقبله وحاضره ويخاف من دوافعه الذاتية.وقد قسم فرويد الجهاز النفسي إلى ثلاث هيئات:الأنا الأعلى والأنا والهو،حيث يقوم الأنا بوظيفة توفيقية بين متطلبات الهو وبين زواجر الأنا الأعلى أي بين متطلبات العالم الخارجي والرغبات المكبوتة من جهة أخرى.
تعريف ميلاني كلاين:
رأى ميلاني كلاين.
((ey)(h)-MANUEL DE PSCHATRY.ED.HASSO.NOUVELLE EDITION.1978.P456)
2-2 أنواع القلق:
القلق في الاصل جزء من الشعور الطبيعي للانسان السليم, وهو ما يحس به الانسان من آن لآخر ,فالمرء يقلقون والاطفال يقلقون من اداء الإختبارات أو عند دخول خبرات جديدة كقيادة السيارات أو التعامل مع الجنس اللآخر, وهو ما يعتبر الشعور به جيدا, لانه يساعد على ضبط تحركه في الانشطة اليومية أو إتقان أداء دراسته أو المهارات العملية الأخرى ,ويستمر الشعور به من آن إلى آخر لدى متوسطي العمر والكبار في السن من الجنسينو ويفيد في احيان كثيرة, لكن المشاكل المرتبطة بالقلق في حالاته المرضية هي نتيجة الشعور به بدرجة تتميز بتأثيراتها السلبية على الإنسان, بعكس فوائد المقدار الطبيعي منه.
ويعتبر إصطراب القلق العام أحد أنواع الالقلق الاربعة الرئيسية,وهي بالاضافة له تضم الخوف المرضي أو الخوبيا وإضطرابات الوسواس العقمري وإضطرابات الذكر .
ويتميز القلق العام بالزيادة والافراط في القلق حول الاحداث اليومية العادية التي تمر في الحياة الانسان أو أنشطة حياته اليومية ,حينما تستمر المعانات منهذا الشعور أكثر من ستة اشهر .
وبالرغم من أن من الطبيعي أن يزداد قلق الانسان كلما تقدم به العمر نظرا لتأثير صحته أو نتيجة لاختلال الاوضاع المالية لديه وعدم توفر مقومات القدرة لديه على تحسينها كما في السابق, إلا أن القلق العام شأن آخر لانه يغدو قلقا ثابتا ومتكررا وملازما لنفسية الانسان.
3-2 اعراض القلق:
تتنوع اعراض إصطراب القلق العام, ويختلف ظهورها بين المصابين وتشمل:
- الشعور بالتوتر وعدم الاستقرار
- الشعور بفصه في الحلق
- عدم القدرة على التركيز
- الشعور بالاعتياء
- سهولة التأثر
- عدم الصبر
- الشد العضلي
- إضطرابات في النوم
- نوبات منكثرة العرق
- آلآم في المعدة أو الاسهال أو ضيق في االتنفس أو الصداع
وإستمرار الشعور بالقلق لمدة طويلة وبالكيفية العميقة, ومن أشياء متكررة في الحياة اليومية ,لهآثار سلبية عادة قد تصل بالانسان الى الاعاقة النفسية واعاقة نشاط الحياة اليومية الطبيعية من اسري واجتماعي وحتى مالي, وعلى سبيل المثال فإن إصطرابات النوم أو البعد عن الانشطة الاسرية والاجتماعية شائعة بين من لديهم القلق العام.
ولان هناك فروق بين ما يصيب المتقدمين في السن وما يصيب متوسطي العمر من القلق العام فإن هناك حاجة إلى مزيد من الابحاث حول افصل سبل علاجه ,وهو ما يقوم به الباحثون من جامعة "بتسبيرغ" ضمن مجموعة من الدراسات التي تدعمها المؤسسة القومية للصحة العقلية في الولايات المتحدةالامريكية.
وتخلف نسبة الاصابة بإضطرابات القلق في المجتمعات المختلفة لاسباب عدة فهي قد ترتفع إلى حد يقارب 100/100 في حالات الحروب أو المجاعة أو الكوارث الطبيعية وقد تنخفض إلى حد 10/100 في المجتمعات المستقرة بصفة عامة, ولا يقتصر القلق النفسي على المجتمعات الغربية فقط, بل يشمل نجتمعاتنا العربية وقد يكون بصورة اكبر مما لديهم.


3/التوافق
مدخل:يعتبر مفهوم التوافق من المفاهيم الأساسية في الصحة النفسية ، حيث أن جميع سلوكيات الإنسان الناجحة والفاشلة إن هي إلا محاولات للتوافق من أجل خفض مايعانيه الإنسان من توتلر وخوف وصراعات وقهر
3-1-مفهوم الإتجاه النفسي:
لم يوجد تعريف واحد مقنع يعترف به جميع المشتغلين في الميدان ، إلا أن التعريف الذي ذاع أكثر من غيره والذي لا يزال يحوز القبول لدى غالبية المختصين وهو تعريف جوردون البورت "الإتجاه حالة من الإستعداد أو التأهب العصبي و النفسي،تنظم من خلال خبرة الشخص ،وتكون ذات تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات و الماقف التي ستثير هذه الإستجابة " ولتقريب المعنى المقصود إلى الذهن يمكن القول أن الإتجاه هو الحالة الوجدانية القائمة وراء رأي الشخص أو إعتقاده فيما يتعلق بموضوع معين ، من حيث رفضه لهذا الموضوع أو قبوله ودرجة هذا الرفض والقبول.
ويعرف بوجاردس الاتجاه قائلا:- بأنه(ميل الفرد الذي ينحو سلوكه اتجاه بعض عناصر البيئة أو بعيدا عنها متأثرا في ذالك بالمعايير الموجبة أو السالبة تبعا لقربة من هذه أو بعدة عنها ) .وهو يشير بذالك إلى مستويين من التأهب هما:
1. أن يكون لحظيا .
2. أوقد يكون ذا بأمد بعيد .
وسنحاول معرفة كل من هذين المستويين على حدا بشيء من الإيجاز
1- التأهب المؤقت أو اللحظي :وينتج بطبيعة الحال من التفاعل اللحظي بين الفرد وعناصر البيئة التي يعيش فيها ،ويمثل ذالك ،اتجاه الجائع نحو الطعام في لحظة إحساسه بالجوع وينتهي هذا التهيؤ المؤقت بمجرد إحساس الجائع بالشبع.
2- تهيئ بالمدى الطويل :ويتميز هذا الاتجاه بالثبات والاستقرار ويمثل ذالك اتجاه الفرد نحو صديق له، فهو ثابت نسبيا ،لايتأثر غالبا،كالمضايقات العابرة،ولذالك فمن أهم الخصائص هذا النوع من الإنتجاهات أنه تأهب أو تهيئ ،له صفة الثبات أو الاستقرار النسبي الذي يتبع بطبيعة الحال تطور الفرد في صراعه مع البيئة الاجتماعية والمادية, وعليه فالاتجاهات هي حصيلة تأثر الفرد بالمثيرات العديدة التي تصدر عن اتصاله بالبيئة وأنماط الثقافة, والتراث الحضاري للأجيال السابقة, كما أنها مكتسبة وليست فطرية
3- التوافق النفسي والاجتماعي:
شغل موضوع التوافق النفسي والاجتماعي حيزا كبيرا في الدراسات والبحوث وأهميته في الحياة الناس, فالتوافق ليس مرادفا للصحة النفسية فحسب بل يجعه الأكثر بأنه الصحة النفسية بعينها (المغربي,1992.ص6)
فهو الهدف الرئيسي لجميع فروع علم النفس بصورة عامة ومن أهم أهداف العملية الإرشادية والعلاج النفسي ويرتب في أوائل أهداف الإرشاد النفسي. (زهران, 1988.ص26)
يتصف المتوافق نفسيا واجتماعيا بشخصية متكاملة قادرة على التنسيق بين حاجاته وسلوكه الهادف وتفاعله مع بيئته, الذي يتحمل عناء الحاضر من أجل المستقبل متصفا بتناسق سلوكه وعدم تناقضه ومنسجما مع معايير مجتمعه دون التخلي عن استقلاليته, مع تمتعه بنمو سليم غير متطرف في انفعالاته ومساهم في مجتمعه. (المغربي,1988.ص9)
ويرى خرم أن الإنسان اجتماعي بطبعه وأن مشاكله في أغلبها ناتجة عن انفصاله عن مجتمعه, وهناك عدد من المحكات يحدد من خلالها درجة السواء من غير السواء منها:
المحك الإحصائي الذي يعتمد في تحديده لدرجة التوافق على التوزيع الطبيعي (المنحنى ألاعتدالي) الذي يفترض أن أي خاصية بشرية تتوزع على شكل منحنى تتجمع الأغلبية في الوسط والأقلية في الأطراف, وبالتالي فإن التوافق سيكون موضعه قريب من المتوسط المنحني أي مع اغلب الناس بينما سوء التوافق يقترب من أطراف المنحني أي مع الأقليات . (عيسوي,1980.ص260)
المحك الثقافي الذي يعتمد في تحديد لادرجة التوافق من خلال إقتراب الفرد مما هو سائد في مجتمعه. (جلال,1985.ص282-281)
المحك المرضي يعتمد في تحديد التوافق من خلال أعراض عيادية. (نفس المرجع السابق,ص284)
لا يخلو شخص من حياته من سوء التوافق ولكن إختلاف مستوى التوافق يدفع البعض, ولهذا يلجئون إلى المعالجين النفسانيين (أطباء وأخصائيو علم النفس ومرشدين), إلى المرشد النفسي الذي يتعامل مع حالات سوء التوافق التي لم ترقى إلى درجة الاضطراب المرضي سواء الوقاية من الاضطرابات أو للرعاية النفسية.
3-2-التوافق المهني إنعكاس التوافق النفسي:
معظم من أدرى قيمة الصحة وأهميتها في حياته وخبر المرض وعرفه, إنها معيار يرى من خلاله الأشياء وكذلك هو الحال بالنسبة للتوافق, أيا كان نوعه أو شكله أو حجمه, ويرى د.أحمد فائق أن التوافق هو حالة وقتية تتزن فيها قوى المجال بما فيه للشخص ذاته, فكل مجال إنساني يتضمن العديد من القوى المتنافرة المتنازعة, ويتضمن الإنسان الذي سينجو بسلوكه إنتحاء خاصا حسب نظام هذه القوى حيث ينعكس عليه تأثير هذا الإنتحاء, فعندما يوجد إنسان في مجال جديد كالدراسة الجامعية فإن القوى تتنازع في هذا المجال لا تستقر بسرعة ولا توجد أصلا على إستقرار.
وهكذا الحال في العمل والمهن المختلفة وتمتد هذه إلى إقامة العلاقات وأنواع الصداقات التي يقيمها تبعا لذلك الطالب أو العامل أو الموظف أو المهندس أو الطبيب في مهنهم, ينتقون الأصدقاء ويرون في نزاعاتهم وميولهم إلى أين تتجه حتى تقوم الصداقات والعلاقات أو تنفرط فتكون أحد أسباب سوء التوافق في المهنة.
فالتوافق المهني إذن هو العملية الدينامية المستمرة التي يقوم بها الفرد لتحقيق التلاؤم بينه وبين البيئة المادية والاجتماعية والمحافظة على هذا التلاؤم, ويرى د.عباس عوض أن قدرة الفرد على التكيف لظروف ومطالب العمل, إنها تعني أن يتكيف مع الآلة ولروتين العمل ولزملائه ولمزاج رئيسه وللظروف الفيزيقية التي تحيط به, وأن يدرك أن رغبته الصادقة في العمل وقدرته على أدائه أداء سويا ليست في ذاتها ضمانا لقبوله مع زملائه أو ترقيته أو تقدمه في العمل.
إننا خلال مسيرة حياتنا الطويلة نجابة متطلبات الواقع بعدة أساليب, وكل تلك الأساليب تدعو إلى إعادة توازننا الذاتي الداخلي لينعكس على الخارج, هذا الخارج الذي ظل دائما إنعكاسا لما يدور داخل أنفسنا, والتوافق في المهنة والعمل الوظيفي وهو مظهر من عدة مظاهر, وأول مظاهرة الرضا عن العمل, هذا الرضا يحوي عدة مؤثرات تحدث التوازن النفسي الذي يبعثه العمل ومنه:
- أن يكون العمل شيقا يبعث على السرور.
- أن تكون أدوات العمل موجودة ومشجعه.
- الحضور للعمل يؤدي إلى تراكم الخبرة
- يؤدي الموظف أو العامل عمله بكل ارتياح
- الراتب (الأجر) يساوي الجهد المبذول.
- التعاون والتوافق مع الزملاء في العمل.
- الشعور بتنمية القدرات أثنا العمل.
- الشعور بالأمن النفسي داخل العمل وبدون تهديد.
- بإمكان الفرد أن يرى نتائج عمله مع التعزيز والتدعيم.
- يعمل مع حجم القدرة المتاحة وبالمسؤوليات الممكنة.
- يفكر بالأعمال الجيدة ولديه الفرصة في ذلك.
- لديه الحرية في تقرير الطريقة التي يمارس فيها عمله.
- الصداقات في العمل تبعث على التشجيع.
- الظروف الفيزيقية في العمل مريحة.
- ينسى العامل الموظف مشكلاته أو ارتباطاته خارج العمل أثناء دخوله إلى موقع لعمل.
- لا توجد متطلبات متناقصة ومتصارعة أو تيارات متضاربة في العمل على شكل تكتلات.
- يكاد العمل أن يكون إحدى طرق العلاج النفسي أو التريحي.
_ تلك العوامل التي تبعث على الرضا عن العمل وقبوله ومن ثم التوافق المهني, فالتوافق المهني يسير جنبا إلى جنب مع التوافق النفسي, رغم أن للسن تأثير وللتعليم تأثير وللتدريب تأثير وللخبرة تأثير, وكلها تؤثر على التوافق العام والرضا العام, لذلك فإن التوافق لمهني والرضا ع العمل يرتبط بالرضا الكلي عن الحياة.
فالكثير من الناس القانعين تماما والراضين عن مسيرة حياتهم وما أهابهم من ويلات ربما آمنوا بأنه قدرهم في الحياة, فتراهم كانوا يشغلون مناصبهم إدارية منخفضة نسبيا وأن الأجور التي يتعاطونها ربما تتأرجح في أحيان كثيرة بين لكفاية أو النقص, ولكنهم أناس سعداء ويمتلكون القدرة على التقويم أو النقد النفسي أو الرضا, فنادرا ما يتذمرون من سخط الحياة وقسوتها وما واجهوه, فهم يتأملون في القادم بأنه أفضل مما مضى, ويتقبلون مصيرهم ويركزون دائما على النواحي الإيجابية منها, هؤلاء الأفراد الهادئون ذو الميول الساكنة لم يكونوا نافرين من الآخرين ولا الباحثين عن اللذة الزائدة عند اللزوم, بل من أكثر الراضين عن الحياة ومتوافقين مع أنفسهم رغم أن الملل ينتابهم في أحيان كثيرة في العمل بسبب بعض المشاكل الأسرية أو متطلبات الحياة العديدة التي تؤثر على التوافق المهني خاصة, فالملل متغير مؤثر دائما بسبب الأعمال الروتينية المتكررة يوميا.
أما سوء التوافق المهني فهي عوامل شخصية ترجع غلى العامل أو الموظف نفسه, وربما تعود أسبابها إلى نقص في كفاءته أو عدم استعداده إلى هذا العمل أو قلة تأهيله المهني أو تدريبه أو لعدم تناسب قدراته مع نوع عمله, أو هناك خلل نفسي أو اعتلال في صحته النفسية, وتبدوا المظاهر العديدة في التكيف السيئ منها:
- اضطراب علاقاته مع زملاء العمل
- قلة إنتاجه
- كثرة حوادث العمل
- كثرة خلافاته مع زملاء المهنة, حتى يبدأ التذمر واضحا في سلوكه
وكل ذلك يؤدي إلى:
- اللامبالاة
- التكاسل في العمل
- الشكوى والتمارض
- عدم الالتزام بالتعليمات التي تصدر عن العمل
كيف ينشأ سوء التوافق:
ينشأ سوء التوافق عندما يكون هناك عقبات في وجه الفرد لا يوافق عليها المنطق, أو المجتمع, أو العادات, أو القيم أي عندما تتعارض حاجات الفرد ورغباته مع الواقع ومع حاجات ورغبات الآخرين, مما يؤدي إلى حدوث صراع نفسي, وإحباطات وأمراض نفسية مثل (الاكتئاب, الكذب, الانحرافات السلوكية وغير ذلك). تنعكس كلها بشكل سلبي على حياة الإنسان, وأسرته, وعمله ودراسته ومستقبله.
3-3-أنواع التوافق وآثاره:
يعتبر علماء النفس والطب النفسي إن التوافق النفسي والأسري هو مؤشر على العلاقة المرضية بين الفرد وأسرته ومحيطه, والتوافق سواء أكان نفسيا أم أسريا, أم صحيا أم اجتماعيا يتضمن ما يلي:
- الإحساس بالسعادة والرضا عن الذات.
- الإحساس بالأمن والطمأنينة (مقابل الإحساس بالقهر والخوف والظلم والقلق).
- الإحساس بالسعادة مع الآخرين.
- الإحساس بضرورة القيام بالواجبات, والالتزام بالأخلاقيات, وباحترام الآخرين, والتعاون.
- الإحساس بتقبل النقد والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر دون خوف أو حرج أو قلق.
كتعليق في آخر الفصول:
من المعروف أن الإنسان في حياته اليومية يتعرض لمواقف عديدة, وهاته المواقف ما يعرضه لمجموعة من الضغوط حيث يكون هنا ملزما بالتكيف والتوافق معها.
خصوصا إدراك الفرد أن هذه المواقف تشكل خطرا له فيحاول مقاومتها لأنها قد تسبب له اضطرابات انفعالية وتكون لديه آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية.
ومن خلال ما قمنا بتقديمه في هذا الفصل رأينا كيف أن الباحثين وجدوا أن العديد من الأحداث الضاغطة لها أثر سلبي على الصحة النفسية والأمراض النفسية والجسمية, فتظهر أمراض القلب ومشاكل معدية وما إلى ذلك.
وعلى لفرد أن لا يسلم بالآثار السلبية للضغوط بل عليه المواجهة إن تمكن من ذلك أو إدارتها في حياته الفردية والمهنية وهذا ما تطرقنا إليه في العنصر الأخير في الفصل الثالث من الجانب النظري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HaMeD

الاكتئاب Stars14
avatar


الاكتئاب 44410
ذكر
البلد : جزائري وافتخر
عدد المساهمات : 1082
نقاط التميز : 1286
التقييم : 0
العمر : 29
المدينة : غرداية
المزاج : مرح
( رسالة sms ) منتديات الخضرة أون لاين ترحب بكم

الاكتئاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاكتئاب   الاكتئاب I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 8:08 am

الاكتئاب NHy78729
نقل الموضوع الى قسمه المناسب’’’؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elyatim.eb2a.com/vbindex.php
 
الاكتئاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات OmarDz :: الأقسام العامة :: منتدى الترحيب و التهاني-
انتقل الى: